تقرير اليوم الرابع من الدورة التكوينية حول دعم التعلمات الأساس بمؤسسات الريادة – ورشة الدعم الوقائي للمستوى الأول
خصص اليوم الرابع من الدورة التكوينية حيزًا عمليًا لورشة المستوى الأول، ارتكز على برنامج الدعم الوقائي بوصفه مدخلًا تربويًا يهيّئ المتعلمين لالتحاقٍ آمن وناجع بعالم المدرسة، ويحدّ من الفوارق بين مدخلات السنة الأولى، ويُنمّي عادات وطقوس التعلّم منذ الأيام الأولى. وقد سعى هذا اليوم إلى ترجمة المبادئ المؤطرة إلى أنشطة صفّية واضحة الخطوات، قابلة للتنزيل الفوري داخل الأقسام، مع التركيز على اللعب المنظّم، والعمل في المجموعات الصغيرة، والتنمية المتدرجة للمهارات الشفوية والمهارات ما قبل القرائية والرياضية.
البطاقة التقنية
الحدث: الدورة التكوينية حول دعم التعلمات الأساس بمؤسسات الريادة.
الفئة المستهدفة: أستاذات وأساتذة مدرسة "أضف اسم مؤسستك".
المكان: اضف هنا اسم مؤسستك – المديرية التي تنتمي إليها (الخميس 04 شتنبر 2025).
الفترة الزمنية: 04 شتنبر 2025.
تأطير: اضف هنا اسم وصفة المؤطر(ة).
سير اليوم التكويني
1. فلسفة الدعم الوقائي وأهدافه في المستوى الأول
ينطلق الدعم الوقائي من حقيقة بيداغوجية أساسية: المستوى الأول هو عتبة الولوج المدرسي، بما يرافقها من تباينات في النضج اللغوي، والقدرات الانتباهية، والخبرات ما قبل المدرسية. من ثمّ، لا يُتصوّر الدخول في تعلمٍ نظامي دون تهيئة علاقية ونفسية–سلوكية تجعل القسم فضاءً آمنًا محببًا، وتبني الثقة والقابلية للتعلم، وتؤسس لإجراءات صفّية وروتينات واضحة.
لذلك تؤكد الورشة أن الأنشطة يجب أن تكون لعبية بالدرجة الأولى، تُنجَز مع المجموعة الكاملة ومع مجموعات صغيرة بالتناوب، وأن تُراعي إيقاع الانتباه والتركيز لدى الأطفال، وأن تركز أساسًا على الاستماع والملاحظة والتعرّف، قبل المرور إلى القراءة والكتابة بالمعنى التقني للكلمتين. كما تستهدف الورشة ترسيخ الطقوس الاعتيادية: الدخول، الجلوس، الاستجابة لتعليمات بسيطة، تداول الأدوار، واحترام القواعد المشتركة.
2. مبادئ التأطير وشروط النجاح
لضمان فعالية الأنشطة، شددت الورشة على مجموعة شروط تكاملية تشكل إطارًا مرجعيًا للمدرّس(ة):
أنشطة ألعاب مُهيكلة (ألعاب تربوية، روتينات) لا تُترك للارتجال، بل تُخطط بخطوات دقيقة وأهداف جزئية قابلة للملاحظة.
بيئة صفية آمنة ومحفّزة تُسهّل تملك الفضاءات المدرسية وتشجع التجربة والمحاولة دون خوف.
تنمية الاستقلالية والمهارات النفسية–الاجتماعية (الثقة بالنفس، المثابرة، احترام القواعد، التعاون).
إدماج المتعلمين الجدد بسلاسة عبر مقاربة تشاركية، تتيح التعاون وتبادل الأدوار.
تدرّج فردي يأخذ بعين الاعتبار المكتسبات السابقة ويُدرّب على مهارات ما قبل التعلم الأساسي بوتيرة مناسبة لكل مجموعة.
هذه الشروط ليست شعارات عامة، بل تُترجم إلى اختيارات بيداغوجية عملية في كل نشاط، من طريقة تشكيل المجموعات، إلى نوع الوسائل المستعملة، إلى صيغ التغذية الراجعة.
3. عدة الورشة والدليل العملي (24 حصة)
عرضت الورشة عدة متكاملة تدعم تنفيذ برنامج وقائي يمتد عبر 24 حصة مبرمجة، روعي فيها التصاعد في الصعوبة، وتكرار الأنماط الفعالة بطريقة غنية غير رتيبة. يجمع دليل المدرّس(ة) بين بطاقات تنفيذ لكل حصة (هدف، وسائل، سيناريو، زمن كل فقرة)، وروابط إلى موارد سمعية–بصرية (فيديوهات تدريبية، أناشيد، صور). يُركز الدليل على تنظيم الوقت بمرونة، مع اقتراح تناوب بين الأنشطة الجماعية والمحطات الفردية/المجموعات الصغيرة.
4. التنظيم الصفي: المجموعات والطقوس
يقتضي تناوبًا مرنًا بين لحظات العمل مع الفوج كاملاً (نشيد/تعليمات/عرض لعبة) وبين محطات المجموعات الصغيرة التي تمكّن من:
رفع كثافة التمرن لكل متعلم،
منح تغذية راجعة فورية،
تشخيص سريع للتعثرات (صوت لا يميّزه الطفل، ترتيب عدد يختلط عليه)،
تدوير الأدوار بين الأطفال لتعلّم الإصغاء واحترام القاعدة.
كما تُعدّ الطقوس الاعتيادية (تحية البداية، بطاقة القواعد، ركن المواد، إشارة الانتقال بين الأنشطة) عناصر حاسمة لضبط الإيقاع وتوفير جوٍّ يسع الجميع. ويدعو تصور الورشة إلى تفعيل أركان صفية بسيطة (ركن الحروف/الصور، ركن العدّ، ركن الاستماع) بأدوات قليلة الكلفة، مع توفير بدائل في حال غياب الوسائط الرقمية (طباعة صور، بطاقات ورقية، مساحات أرضية ملصوقة).
5. التقويم والمتابعة: رصد تكويني لا مُهدِّد
لا يستقيم العمل الوقائي دون تقويم تكويني يراعي السنّ ومرحلة التهيئة. لذا تقترح الورشة اعتماد ملاحظات قصيرة أثناء اللعب، وقوائم فحص مبسطة (هل يميّز هذا الصوت؟ هل يرتّب 1–7؟ هل يستجيب للتعليمة؟)، وتعزيزًا إيجابيًا مرئيًا (ملصقات، كلمات تشجيع، نقاط تعاون للمجموعة) بدل الامتحانات الكلاسيكية.
وفي ختام كل حصة، يفضل إغلاق هادئ يُذكّر بما تمّ تعلمه بكلمات الأطفال، مع امتدادات منزلية خفيفة اختيارية (صورة–حرف، عدّ خطوات السلم…)، لحفظ متعة التعلّم وترسيخ عادة الحديث عن المدرسة في البيت.
6. توصيات عملية للتنزيل داخل القسم
توقيت الأنشطة: أنشطة قصيرة (3–7 دقائق) تتخللها انتقالات رشيقة بإشارة صوتية/حركية معلومة.
المواد: بطاقات واضحة عالية التباين؛ أحجام كبيرة للحروف على الأرض؛ صور قريبة من عالم الطفل.
اللغة: تعليمات موجزة ومكرّرة بصيغ ثابتة؛ توظيف القوافي والإيقاع لتثبيت القواعد.
الاندماج: تقديم أدوار «مساعدة» للأطفال الأكثر نشاطًا لضبط سلوكهم عبر المسؤولية بدل المنع المستمر.
التدرّج: الانتقال من التعرف السمعي–البصري إلى التعيين/الإشارة فالمطابقة فالمناولة فالتعبير الشفهي البسيط.
التعاون مع الأسرة: مشاركة نشيد/لعبة أسبوعية مع أولياء الأمور، وتوضيح أن المطلوب مشاركة اللعب لا «واجبات» مرهقة.
التوثيق: لوحة متابعة صفية بسيطة تحفظ «نقاط التعاون» وتُظهر التقدّم للجميع؛ وصندوق أدوات الصفّ (حروف، صور، أعداد) في متناول المدرّس(ة).
خاتمة
أرست ورشة المستوى الأول في اليوم الرابع أسس برنامج وقائي متكامل يُسخّر اللعب، الأنشطة الروتينية الإيجابية والعمل التعاوني لتقليص الفوارق بين مدخلات السنة الأولى، ويؤسّس لجسور قوية نحو التعلمات الأساس في اللغتين والرياضيات. إن قوة هذا التصور أنه قابل للتنفيذ فورًا: سيناريوهات واضحة، عدة جاهزة، موارد داعمة، وخيارات مرنة تسمح بالتكييف دون التفريط في الأهداف. ومع تنويع الألعاب (السلة، العنكبوت، القفز على الحروف/المقاطع/الأعداد، البطاقات الومضية)، واعتماد التنظيم الصفّي الذكي، والتقويم التكويني غير المهدِّد، يصبح القسم فضاءً آمنًا محفِّزًا على التعلم؛ ويغدو الطفل شريكًا فاعلًا في بناء معارفه وعاداته المدرسية. بهذا الفهم العملي، لا يظلّ «الدعم الوقائي» شعارًا عامًا، بل يتحول إلى ممارسة يومية تُصنع فيها الطلاقة الشفوية والوعي الصوتي والحسّ العددي خطوة خطوة، وتُبنى الثقة والانتماء والمتعة، وهي ركائز لا غنى عنها لانطلاقة مدرسية موفقة لكل طفل.
يمكن تحميل التقرير التركيبي لليوم الرابع من هنا:
إرسال تعليق